إني أخاف بأن غدرت بذاتي **** طمّحتها بعظيمة الدرجاتِ
بل قلت في نفسي بكل سذاجة **** إني ولست بمدرك الهفواتِ
ونظرت نحو نظرة حاكمٍ **** ونسيت أني مجرم الكلماتِ
كم في المساء كليمة قد قلتها **** في الصبح اقتلها بدون ثباتِ
ودفنتها والحظ يندب حظه **** قد كانت الأحلى بأرض لغاتِ
الشمس ترمي بالسهام رؤوسنا **** فنصب غيرتنا بليل آتي
والليل يحمل للشعور بحوره **** يغري بها مثلي بغير أناةِ
أتريد شعرا فاستمع لفصاحة **** مني ستذهل في الصميم رواتي
إني ولدت وفي شفاهي قصة **** وقصيدة تنتاب لي رغباتي
أنشدتها ونسيتها مع أنها **** قد كانت الأولى ببحر شتاتِ
وكذلك الأشجار تخرج ثمرها **** ويضيع لا تدري بأي جهاتِ
هي سنة الأيام تفرض نفسها **** وحياتنا محكومة بمماتِ
من ذا يطيب العيش في جنباتها **** حتى يغاث بهادم اللذاتِ
وسواس عرش الخلد نافذة به **** الكل يبصرها وليس بآتي
إن ضاق وصف فضائنا عن وصفهمْ **** ما كنت إلا صاحب الكبواتِ
لكنني أكملت رغم ضجيجهمْ **** وأتيت كالسيل المميت العاتي
حطمت كسرت الأماني كلها **** كي لا تعود لدفتري وحياتي
ونزلت أصعد تله في أرضه **** لأحطم الأوثان في الطرقاتِ
امتص من ملح الحياة ربيعه **** لأريح قلبا مذهل النزواتِ
ووراء كل قصيدة لمصيبة **** تبكي لتنظر في لظى البسماتِ
وتثير في حرفي العظيم شجونه **** وتحرك الوجدان في مأساتي
قد تبهر النقّاد حين يرونها **** لكنها في عمر كل بناتِ
إني تركت بسيف جدي غمده **** وغرست خنجره بظهر ذواتي
وهي المصيبة كم غدوت بفضلها **** متدهورا متحامل الخطواتِ
لا تسأل المهموم سر جنونه **** واسأل فؤادي صاحب الغزواتِ
لا لم يبالي حين أهلك غيره **** لينال عرشا في سفوح طغاةِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق