لن تقدري ...

فـلتحـذري مـحبوبتـي فلتحــــذري
إيّـــاك أن تتـهــوري لـن تـقــدري

كــم حـاولـوا محبوبتـي ! لكنهــــم
رجعـوا بقـهـــــر موجع وتحسّـــر

وهجوتهــم حتّى بـدا أثــــر الهجــا
من حسنه في القلــب قبل الدفتـــر

فجّــرت بركـــان الشّـعـــور بعــزّة
وأخذت من بـحـر الهوى المتكـدر

فحــروف قافيتـي تلامــز بعضهـــا
كالظّـعــن فـوق الهودج المتبختـر

أأعــود نحوك كي أقـول حقيقــة ً؟
أم هــل أداريهـا ليـوم المحشـــر ؟

لو كنت من بـاع الهــوى بالدرهــمِ
فبحبنا المحسـود لا لــن تظفــــري

ولسوف أمسح كـل أشـعــاري لـكِ
وعلى سياط قصائدي لن تصبـري

أنا سوف أبقى فـي مقامـي دائمـــا
أنــــت التــي غيرتــه لا تـنـكـــري

وإلــى مقامـــك عبـرة ٌأشــدو بهــا
أرجــوك فـلتتـأمـلــي وتـفـــكــري

الحــبّ عنــدي لا يبـيــح خيـانــــة
باســم التقــرّب أو بـلـفــظٍ آخـــــر

كـل الحضــارة أيقنــت واستيقنــتْ
أنّ الـخــداع جريــمـة فتصـــوري

لو كـان غيـــري لاستبــاح دماءك
ونفاك نحـو عطــارد أو مشتـــري

لكننــي بالـرغــم مـــن كـونـي أنــا
بالرغـم مـن أنــي أحـب تبختــري

كسّرت كــل قواعــدي مــن أجلــك
أجـــزاء معــروف بأن تتكبــري ؟

فلتصـرفــي عني مفاتــــن نظـــرةٍ
ويحــي تذكــرنــي بطعـنـة خنجــر

لا زلت أشــرب من لظاهــا باسمـا
متفــائــلا منهــا أبيــع وأشتــــري

سأظــل مـا بقـي الزمــان بقوتـــي
أرنـو إلـى شفـق الضحى المتكبــر

متأكـــــدٌ أن القضـــاء بمــا قضــى
لا شــيء ينــكـسـه وغيــر مغيــــر

بل مؤمــنٌ أن الحقيقـــة عنــدنــــا

ستظــل تحيينــي ورغـم تدهــوري

ماذا حصل ؟!

سبحان ربّي كيف جاء بلا كلــلْ؟!
وعيوننا فيـــها تفــاصيـل الملــــلْ


الكــلّ فــي أحـلامــه مـسـتـغــرقٌ
ولصفنا المشئوم كرها قد دخـــلْ


أستاذنــا يأتــي لشــرح كتابنـــا
والكل عن أم الكتــاب لقـد غفــلْ


كالضّيف يـأتــي فـجــأة ً لـكـنـنـــا
لم نكرم الضّيــف الودود إذا نــزلْ


فأراه يحنـــــي وجهه متشائمـــــا
فالصف فيه مصائــبٌ لا تحتـمـــلْ


وبه من الأوبـــــاش فــذ ّ ماهـــرٌ
متمـرسٌ فــي كــلّ أنـواع الهبـــلْ


لو كـــان عفريتٌ به من يومــــــهِ
ترك المنــاصـب ثـمّ أنهى واعتزلْ


لو كـان إنسيا تماســـك ما هلــــكْ
لظللت أصرخ قائــلا بـطــل بـطــلْ


سأقـــول شيئـا واحدا مما حـــدثْ
فقبيـــح أعمــالٍ لهـــم لا تختـــزلْ


فإذا أدار الظّـهـر نحــو وجوهنــــا
صرخوا كطفـلٍ ثائـر وقــد انفعــلْ


أو مرأةٍ وجع المخاض أصابهــــا
وأنا أنـادي ذاهــلا ماذا حصــلْ ؟!


والأمر أوضح من نجوم في السما
هو طالب أعمى بصيرتــه الفشــلْ


يجني لمن ربـــوه ألــف مهــــانةٍ
ويضيــع درسا كامـــلا فيما فعـــلْ


إنـي دعــوت الله أعتــى صيحـــةٍ
فجزاؤها من نفس جنـس للعمـــلْ


إنّـي دعــــوت الله شــرّ مصيبـــةٍ
أو أن أرى فيهـم عجائـب ما فعــلْ