يا من تسمى في حروف الأبجدية شارقة
أيضا تسمى في نطاق القلب حبا شارقة
وبها التقى المعنى بصرف حروفها
هي والذي خلق الذي السماء لشارقة
هي مبلغ للآملينْ
هي كوكب في حد وصفه جمالهِ
بالأمس كنت أناشد الحرف الجميل لأمدحكْ
وبحثت في كل القواميس القديمة والحديثة عن معان للثناءْ
فوجدتها لا تلتقي مع قدركِ
فرددتها
أنت السناءْ
أنت الضياء لكل حرف ناشئٍ
أنت التقاء للثقافة والعلومْ
ونزلت منزلة النجومْ
لك قي قلوب العارفين محبة ٌ
دوما تدوم
وتظل تنشد في سماء الحرف حبا شارقة
قلبي من حبه حبا لك **** وأنت قيدت بحبالك
هذا واسأل لي جمالك **** ما بقى مالي ومالك
قلبي في نفسه انتمالك **** صار سلعة وأنت مالك
وصار بين ايدك ضحية **** من عداوتك وخصالك
وخصلة الشعر المدلى **** زانت الوجه ودلالك
والعيون اللي تزينك **** في بياض منك حالك
اسأل أحوالي تجيبك **** من غزت يوما جبالك
قامت تناطح سحاب **** علها تبلغ منالك
شوف وين أضحت بحالي **** لكن القلب استوالك
واتخذك بدون رايك **** حب وفوق الحب جالك
ونام في قرة عيونك **** يكتب بدمه فدالك
لا تزيد اللوم فيني **** لا يفيد اللوم هالك
هالك وذابل شبابي **** وغربلت نفسي بمجالك
فانتظر مني حبورا **** إن بدا جوي صفا لك
وانتظر جنات عدن **** في حضن من قد رسالك
وطني ومن ينأى عن الأوطان ****** حضن الحبيب وروعة الإحسانِ
وطني السماء وكل شيء حولنا ****** وطن يقدّس خالق الأكوانِ
طرق البلاغة تنتهي في وصفهِ ****** وتضيع فيه براعة الشجعانِ
كرم نقاء عزة وكرامة ****** أفدي له بالروح والأبدانِ
والله يا بلدي سأروي عزّكِ ****** بالدم إن شئتِ وبالإيمانِ
مذ كان حبك طفلة شرقية ****** قبلتها حبا على الأجفانِ
فطبعت فيها قبلة عذرية ****** مزجت بإخلاص بلا بهتانِ
أقسمت بالله العظيم مروءةً ****** إني سأحمي مجدها بتفاني
الصدر درع في مواجهة العدى ****** ولها سنلبس حلة الأكفانِ
وطني الصباح أطل فيه ببهجة ****** وبه أباهي جملة الإخوانِ
سأذود عنه وأرتمي حق له ****** خفض الجناح بهيبة الفرسانِ
في الليل أدعو أن يظل بأمنه ****** ماذا أريد اليوم بعد أمانِ
يا رب قـوّم شعبه وشعابه ****** وأدمه لي في حسنه الفتانِ
بئر عميقة لا تشح مياهها ****** وبها العطاء وسائر الأركانِ
وطني نزعت إليك نفسي مخلصا ****** في الخلد أذكركم بلا نسيانِ
بك راودتني رغبة محمومة ****** لا ترتضي لك نومة بهوانِ
الليل أودع في حشاياي العذاب وخلفه
وأطال فيه توجعا وتألما .. ما أسخفه
أيظن شعري أبكما .. سأريه ما قد ألفه
وأريه أبياتا بجدران السماء مغلفة
*****
أيطالني ليل عليه مهانة من كل باب
أيطالني ويسوم بي سوء النقيصة والعذاب
وأنا الذي ملك التحدي والجريمة والعقاب
وعلى بساط الشعر نامت في سكون مرهفة
*****
تلك الفتاة يعيش في جفن لها نهر الفرات
فتروح فيه لتلتقي نيلا على شط الرفات
وتظل تحكي من حكاياها لعل الصبح آت
والحزن يعرفها ولم تلقاه حتى تعرفه
*****
وعواطفي بين اجتياح للمعاني لا تنام
حتى أرى فيها كلاما لا يبيّنه الكلام
بين السطور مسيرة لا بدء فيها أو ختام
فالليل نافذة على الوجدان كرها مشرفة
*****
وأكاد أعجب حين ألقى للسماء تغيرا
أين السواد وهيبةٌ ولما تحوّل أحمرا
أدماء أحرار تمهّد للمساء تمحورا
والليل رغم جلاله قلب السواد لعاطفة
وقت انقباض الروح في ذاك المساء ****** تحت ارتقاب للنجوم بلا حياءْ
قامت تمشط ليلها في ليلها ****** يا ويح شعري بح من صوت النداءْ
بل ويح عنتر لو رأى منها انتهى ****** وأزاح عن وجدانه شغف الجواءْ
بالله قولي من رآك ثم لم ****** يرزق جنونا أو عذابا أو بلاءْ
إني رأيت فلم أرى غير الجنون ****** وخواطرٌ سالت كنبع من دماءْ
وعواصف تجتاح غدرا مركبي ****** وشريعة لا ترتضي حق الفداءْ
من أين أرنوك لكي يقضى الظما ****** ظمأ شغوف ليس يرويه احتساءْ
من أين قولي إن أردت تسلطا ****** فالكل مرغ أنفه ذاك الفضاءْ
فالعقل في جنات حسنك يمتطي ****** فرس الشعور بكل معنى الامتطاءْ
والكل منشغل يحاول جهده ****** والكل يسأل نفسه من أين جاءْ
لا يسألون سوى جمالك إنه ****** قمر به من حسنه أثر السماءْ
ولئن خدشت حيائك بمقالتي ****** فلتعذريني أنت يا مر الدواءْ
لا نحتسيه محبة لكنه ****** قد يورث البدن السلامة والشفاءْ
إني رضيت وبالمهانة مرغما ****** بل إنني قد طفت أرجاء الرجاءْ
