أحاسيس قلبي فقدن المشاعرْ *** فأصبحت في كل أمر أقامرْ
بمالي وحظي وعيش سعيدٍ *** وبالحب سجلت أعلى الخسائرْ
تمنيت أني تركت الحياةً *** ولكنّ نفسي تحبّ المخاطرْ
ثملت عن الحق لمّا رأيتُ *** غرور الملوك وشحّ الضمائرْ
جواد بنفسي في كل حربٍ *** عجيب بأمري قليل النظائرْ
حريص على كل خير حريصٌ *** ونفسي عن الشّرّ دوما تكابرْ
خسرت عظيم المعاني لأنيْ *** بديني أعلنت أني أفاخرْ
دموع من العين تمحو الظنونَ *** تجاه الحقيقة نحو الأكابرْ
ذليل إذا استلّ سيف وقاتلْ *** ودافع بالسّيف عمن يحاصرْ
رشيد عزيز إذا ما تصالحْ *** وساعد كل الخصوم وآزرْ
زعيم على الظلم فيه تمادىْ *** أبالظلم سوف تنير البصائرْ
سأبقى لنفسي أناجي ضميريْ *** إذا كان عندي ضمير مبادرْ
شعاري من الآن أني شريفٌ *** سأفني شبابي بذات الضفائرْ
صميم من القلب هزّ السكونَ *** أتبقى ككل العروبة ناكرْ ؟
ضميري ألا زلت حيا تقاومْ *** ألا زلت شهما نبيلا تناورْ ؟؟
طواك الزمان ولا زلت حياً *** ولا زال فيك لسان يحاورْ ؟!
ظلمت فلا زلت تنكر ظلماً *** ظهير على النفس تملي الأوامرْ
عنيد فدعني وذات الضفائرْ *** فلست لتلك المهمة قادرْ
غسيل الدماغ لكل ضميرٍ *** هو الحل بعد انتهاء التشاورْ
فتلك العروبة سوف تزولُ *** وتأتي الشماتة من كل ضامرْ
قليل الـتأنّي كثير التمنّيْ *** ونحو الحقيقة سوف أشاورْ
كروش الأكاسر تلك الحقيقةْ *** ولست لتلك الكروش بناصرْ
لماذا تصّر على أن أقاتلْ *** أنا لست ذاك الشجاع المغامرْ
مضى ثم ولّى ضميري بعيداً *** ودمّر كل بناء وعامرْ
نفيت الكآبة عن سطح وجهيْ *** لتسكن في داخلي وتجاورْ
هنيئا بموت ضميري هنيئاً *** عزاءا لكل حقير مثابرْ
وأحسست أني أقول الشعورَ*** وأكتب شعرا ولست بشاعرْ
يقول وداعا لكل العروبةْ *** وموعدنا يوم تبلى السرائرْ