دموع على الأنثى (أنت، حواء، أمي، هي، وأحيانا أنا )



حمراء خد عايرتني سمرتي
أكرم بحب ما به حمراء
***
حوراء عين أذهلتني طعمتي
أكرم بحب ما به حوراء
***
ولقد غدوت بخمص حبي طاويا
أنى أكون وبيينا بغضاء
***
آثرت أن أبقى كفيء راحلا
فالعيش ما تحيى به الأفياء
***
ولقد سرقت الموت أول مرة
فوجدت ما لم يرتقيه صفاء

وهربت عن كل الذين تألهوا
وتخضبوا دما فأين قضاء...؟

أنا لست ابن الفاتحين رويدهم
فأبي لآدم والهوى حواءُ

حواء أمي امهليني عمرك
أحتاج عمرا فالسماء خلاء

والناس قد جمعوا علي فأسرعي
جلبوا فكل حضورهم ضوضاء

آويت ضلعك فاشمليني رحمةً
فلقد تخبط في دمي الإيحاء

أماه قلبي لا يقر قراره
وأنا على قيد الدُّنى مشّاءُ

أماه ناديت الهوى من داخلي
فتكاثرت في الغابرين دماءُ

أنا مضغة صغرى برحمك علقت
وبغيره كم ضاقت الأرجاء!

أماه قلبي مطفأ كغنائه
يتلو من التوراة كيف يشاءُ

ويقلّب الإنجيل يتلو سورةً
فلم إذا نزل القضا يستاء

إني أخاف اليوم نقض صحيفتي
والريح ترجفني فكيف شتاء؟

أنا لست أخرج من سمائك طائعا
شاءت مقادير الأسى فأشاءُ

يشتاق قلبي كلما هدهدته
كم كان في حكم السماء شقاءُ

ولكلما أرضعته أفنيتهِ
سيف المودة في الحشا مضّاء

أنا قد فطمت وشوقنا متقلب
وعلى شفاهي يولد الإنشاءُ

أحكمت كل قصيدةً وتركتها
وجنى على شرعيتي الإقصاءُ

فلما تريدين الرحيل وبعضنا
لم تكتمل في حسِّه الأشياءُ

أنا ما وجدت اليوم بعضي إنما
رحلوا فما للآسفين بقاءُ

لا تقلقي حسبي التشبث موقنا
لا ينتهي في الأولين بكاءُ

حسبي النداءات التي أورثتها
ما كنت أؤمن كيفما قد جاؤوا

أنا ليس تغويني ابتسامة راهب
أو جنة عدنية وجزاء

أنا قد ولدت وكلما ضيعتني
شوقا يقلبني إليك لقاء

ذاكرة عشوائية ...

أما بعد، فبحّة الراء أو رقّة الراء فكناية عنها هي أدرى بالمعنى وأظنه حتى واضحا .. أما عن الكناية فهي من باب التحبب.. أنا أحب هذه الرقة في الراء حتى لو لم تعجبكِ .. لا أعلم ولكن هذه الكناية أفضل من جرجرة الحروف في بداية الأبيات ..

قد تكون حقيقة وقد تكون خيال حقيقة وكلاهما إن كان فقد كان ... والأمر إليكم ... أمقته كما أمقت مقدمات القصائد



يا بحّة الراء هل في الناي من نغمِ؟
وهل تطيق دوام الصوم يا قلمي؟

قولي رجوتك لا أحتال في زمنٍ
يكسو به الجوع فك الراهب النهمِ

قد كان يوسف يحصي القمح مقتصدا
وكنت أجمع من أهدابها ألمي

هل بعثرت بيديكِ الأرض زينتها
أم أن ذاكرتي تهوي إلى العدمِ؟

بل كنت أقصف من أوراقها فمضتْ
كل الشجيرات إلا نبتة الندمِ

أعود للقول إني كنت سيّده
هل تنكرين؟ وفي رسغيك بعض دمي؟

فربما ما محونا الجرح من شغفٍ
وربما قد سكبنا الشعر في الرممِ

لكنّه الحب يتلى .. والسماء أبتْ
هل تسمعين؟ وقد أغلظت في قسمي

يا رقّة الراء .. لو خيّرت في نسبٍ
طرحت كل دمي وصرت من عجمِ


* ملاحظة: إذا كنت ترين هذا تجاوزا.. فتذكري أنك قد لا تكونين وحدك من ينطق الراء برقة .... وتذكري أن "قد" تفيد التشكيك قبل الفعل المضارع ... لاحظي أنني لست متأكدا من أي شيء ... وكأنه حلم جميــل ...

معارضة .. لقصيدة غير مكتملة

لا أعلم كنت مدينة لي بقصيدة .... أتذكرين؟ ... هل هذه هي؟

على أية حال ... عارضت قصيدتك والمعارضة لا تعني هنا عدم توافق الرأي .. ولكنه اختلاف بسيط في النظرة المستقبلية .. لست بتفاؤلك .. مع ذلك سوف نبدأ ما أكملناه .. ولا أدري على أي الأوطان أبكي ...


فاعلاتن فاعلاتن ... على مجزوء الرمل .. يا له من نفس قصير .. صاخب اللحن كأنت .. 

يا ربيع العرب ارحلْ *** أوشك البغي اكتمالا

ما رأينا غير موتٍ *** ويتامى وثكالى

ليس فجر الشرق دما *** يملأ الدنيا جبالا

قد مللت العزف أختي *** ما احتسبناه قتالا

ساحة الأموات فادخلْ *** أو فجنّبها ارتجالا

ليست الساحات شعرا *** بل بها تلقى الرجالا

ما بدأناه بأمسٍ *** سوف نحْذوه احتمالا

وسأمضي رغم جرحي *** أملأ الدنيا جمالا

وأغني وأغني وأغنيْ

إنه عهد جديدٌ

قادم رغم الظلامْ

واقترحنا ذات فجرٍ أن نسميه السلامْ


أما بعد لا تقلقي من خلط الشعر العمودي مع التفعيلة لست أول من يفعلها ثم ليست إلا ارتجالا ... حسب الرغبة ..

دماء بعضها من بعض

صورة في  الصفحة الاولى في جريدة البيان الإماراتية... بتاريخ 23/8/2013

كنت قادما من أنحاء أوروبا وكان هذا كثيرا جدا عليّ


أقلب في النعيم وتقلبهم سموم الشياطين

... ثم كانت مجرد قشعريرة وزلة قلم...



إني لأطفأ والساعات تشعلهُ *** هيهات هيهات ما انفكّ أخذلهُ


ذاك البكاء وفي الأصداء مسكنه *** أنّى سأحمل والأقدار تجهلهُ


فاسأل بربك كيف الشمس آسنة *** حتى تواري ظلاما ثم تبذلهُ


واسأل رجوتك لو كان السؤال يدا *** أي الأساور في كفيَّ تذهلهُ


إني لعنت دماء الجبن تلبسني *** والليل في ساحلي ما زلت أسدلهُ


هب القضاء يغني أحرفا وفما *** كم طفلة في بلاد الشام تخجلهُ


أما الحروف وحسبي أن تظل معي *** فلست أحسبها إلا تطفُّلهُ


يا غوطة بسهوب الشام هاك أنا *** بعضي قصيدٌ وبعضي لست أكملهُ


إني لأبصر والضوء الشحيح عدا *** يهمي فليس يد الأيام تثكلهُ


فالله فوق حروف الشعر ما نطقت *** والشعر بين ظروف الدهر نخذله’

مع أنني أقسمت أن لا أكتب في الثورة .... 
أولم يقولوا من لم يقدر ضربا فلا يكثر جدالنا ...
وحسبي بعد قلبي اللسان ....

*كانت هناك بعض الهنات العروضية لم أنتبه لها بدعوى الارتجال وتم تعديلها .. شكرا للأستاذ عمر أبوغريبة لتنبيهه الثمين

عيدية لها ..

يا سادة ...

منذ زمن كان الحب بالنسبة لي مجرد ضرورة شعرية
واليوم أصبح الشعر مجرد أداة لطرق الكواكب مجرد أداة للحب

باختصار تحول الشعر من غاية خالصة إلى مجرد وسيلة

لذلك لا تقلقوا من أجلي

وأما بعد،

قلت أسوي عيدية بسيطة .. {{ كنت أسأل عن أسعار الكومارو طلع وايد غالي ^^ خخخخخ {{ أصلا ما عندك ليسن
هي قالت مرة أنها تكره الشعر وأوزانه ولكنه أضعف الإيمان 
هي كمساءً شفرة البداية كالعادة ....

عسى أن يكون وأن لا يكونْ *** بغيرك لا أستسيغ الجنونْ

يسامرني في الهوى ظلّكِ *** وحولي جميع الورى نائمونْ

دنا قاب ليلٍ وأضحى يغنيْ *** ليحمل عن كاهليّ الظنونْ

سعيدٌ أنا رغم كلّ التجنّي *** ورغم الغناء ورغم الشجونْ

عثرت عليك وكنت شتاتاً *** أفتش عني ولا يحزنونْ

يُيممني الحزن لحن دموعٍ *** فأرفض رقصا بذاك المجونْ

دفاتر رسمٍ وأقلام حبرٍ *** فكيف على العزف لا يقدرونْ

متى ما اجتمعت مع اللاحياةِ *** ستحيى كسحرٍ جميع الفنونْ

يمامة قلبي وسحر غنائيْ *** فكيف بربك أن لا أصونْ

ثرياك قولوا له أن فكنْ *** فإني أخاف بأن لا يكونْ  

................

إذا اعتبرت هذا تجاوزا على ميثاق الشجرة .. فاعتبري التقاء الحروف مجرد صدفة ... كوجودك هنا

براءة التفاح

أي تشكل من بدايات الأبيات لم يكن مقصودا كمساء ....
وأعلم أنها هنا ...


مَجنونة تلك الرؤى تفصيلا *** وحقيقة الأيام أصدق قيلا

ينساب منها الخيط وَرَّد جانبا *** وتطيل فك رموزها تطويلا

ثرثرت هل في الليل أصلب راهبا *** أم أن شمسك لا تنال قتيلا

أشعلت أغنية تمزق أضلعي *** فتشبثت بعد الهدوء قليلا

نزعت لتترك جثتي مصلوبةً *** واليوم أغرف من دمي سجِّيلا

اركض ْ ... فأسقط يا معاذ وأرتمي *** وأصيح لا أحيى سواك سبيلا

آهٍ .. وما كانت لترقص في فمي *** والشعر فيه مبجلٌ تبجيلا

سامرت ذاك الحظ حتى خانني *** وأتيت أستبق الرؤى تأويلا

فاستمهلي .. كم قد تصوّف من دمي *** حتى أهيم بخالقي تبتيلا

جاورت شطر الشرق أطرق كوكبا *** فأتى ليحمل من لظاه فتيلا

دثرتها أملا .. لألبس يأسها *** فبكت على ذاك اللباس طويلا

اركضْ ... فأسقط يا معاذ وأرتمي *** وبراءة التفاح أقْوَم قيلا


لسماع مع لحن زحف الدموع ...

سيمفونية الوجع الأخير


قالت تشاغب في الهوى ضحكاتي **** ما زلت أختزل السماء بذاتي
فاستيقظ الوجع المكبل في دمي **** وأتت تواسي بعضها دمعاتي
لا ليلَ يسكنني فيختنق المدى **** وتثور رغم تكبري كلماتي
ماض من الآهات شح بريقه **** لتضيع في ظلماته آهاتي
سأحيك من عينيك طرف وسادة **** لتنام ملء جفونها حسراتي
وأودِّع السفر القديم وأحتسي **** ألمي وأعزف للرؤى نغماتي
سأمزق الأسفار أكفر بالهوى **** لتضيع من كتب الغرام لغاتي
أوليتها عقبا وسرت  محملا **** بذرائع مخنوقة العبراتِ
ويقودني قدري لأغلق بابها **** فأعود رسما ذابل القسماتِ
أوصدت باب صبابتي لما غدت **** تأوي رياح الحوب والزفراتِ
فأنا جناية والد عن والد **** وأنا سماء لا تطال ذواتي
فضعي حقائبك الثقيلة ها هنا **** أو غادري قلبا من النوتاتِ

أشرعة الغياب

لكنَّ أشـــــرعة الغيابِ مُمزَّقةْ
والذِّكرياتُ تمرُّ حولي مُرهقةْ

والحزن أوشك أنْ يعضَّ بنابهِ
قلبا صغيرا أبْكما .. ما أنطَقــــهْ!!

قد بيعَ في سوق الحياة بنظرةٍ
كانت تساوي حلمهُ .. ما أرَّقـــــهْ!!

كم جرَّدوه من الحيـــــاء وحَاولـــوا
أن يسْبلوا تلك الطُّيور الزَّقزقَــــــةْ

  فغدا يشمَّر للهروب إزارهُ
ويدُ المنيَّـــة رغمَ ذلك مشـــفقــةْ

والعابـــــــــــرون على شوارع حلمهِ
سرقوا الشُّموس الذابِلات المُطْرقةْ

تركوا له اللّيــل البهيمَ وضحكةً
باتت وكلُّ هُمـــومها أن تسْرقــهْ

قد نام يلتحفُ الرَّصيفَ وبرْده
يا ليـــــــــتَ أنظارَ الهَلاكِ محدِّقـــةْ !!

لكنَّـها تأبـــــــــى سمـــــاعَ أنينــــهِ
والدَّمعُ يملأ كلَّ تِلك الأرْوقـــةْ

والسَّاهِرونَ على ضِفافِ بكاءِهِ
نهبوا على تلك السواحل زورقــه

واستيقظوا قبل البزوغ بساعة
والحلم دثر بالنحيب المنطقـــــة

قد غادروا والجرم يلبس ثوبهم
لم يتركوا أنشوطــــــة للمشنقــــــــــةْ

وجعُ اللِّـقــــــــــاءِ وذكريــــاتٌ مـــرَّةٌ
قد كنتِ بالزَّمــــن القديـــم مُنسَّقةْ

إنَّي أراكِ اليـــــــومَ همَّـــــــا آخَرا
قد قــــــــاربَ الأيَّــــــام حتَّى عانقـهْ

قل للتّـــي باتت تُراقـــــبُ ساحلي
عــذراً .. فأبـواب الرَّجـــــــــــــــاءِ مُغلَّقـــةْ

جدائل منسية


إلى تلك التي رسمت حروفها من مطلع كل بيت ( وأعلم أنها هنا ) :
 
 
مساء حين أتلوها
يردد همسها
القمرُ

يداعب خدها
أملا
ويدنو دونه
النظرُ


ثريا لا تطال
ثرىً
وتحلو حين تستعرُ

هناك
رأيت أشلائي
يلملم شملها
الضجرُ

إذا كان الهوى قدرا
فماذا يصنع القدرُ؟

حنينك لو بدا
شررا
فلا يبقي
ولا يذرُ

بساتين النوى
حصدتْ
فماذا اليوم أنتظرُ!

كسوف آخرٌ
وترى
حروب البين
تنتصرُ

هرطقات مؤمن

مـع ذاك روحـي عـنـد بـابـك قـاعـدةتبكي وتصـرخ فـي الوجـوه الجامـدةْ
الصـبـر يـتّـم فــي الـــورود حنيـنـهـاواللّـيـل مــن ولــهٍ يشـمِّـر سـاعــدهْ
وأنــا الــذي قلّـمـت أظـفـار الـهـوىفعلامـا تحرقنـي الـخـدوشُ الحـاقـدةْ
وعـلامـا شـعـري لا يـثــورُ جُـنـونـهوتـخــرُّ أبـنـيــة الحـقـيـقـة ســاجــدةْ
أيـزفـنـي شَــفــق الــدُّجــى لـخـيـالـهوالـذّكـريـات تـفــرُّ خــوفــا جــاحــدةْ
تلـك الدُّمـوع غـزت وجـوه وسادتـيواللّيل يقصف في السُّكون مساجـدهْ
لأقــيــم فــــي مـحـرابــك مـتـنـسـكـاوتـظــل تـلــك الأمـنـيــات مـجـاهــدةْ
وأكـاد أرقـص فـي الخـراب بنـشـوةٍمــــع أن أنــغــام الـعـشـيـة بــــاردةْ
فلتضـحـك الأهــوال رغــم براعـتـيولتنـثـنـي عـنــد الـهـجـوم مــعــاودةْ
ولـتـأخـذي مــنــي فــتــات مـحـبـتـيولتكـسـري بالـجـوع فـــكّ الـقـاعـدةْ
ولتسرقي شمس الضحى من داخليستظـل روحــي رغــم ذلــك صـامـدةْ

وقد ينجو الليل


أطْفئتِ نور الشَّمسِ ثُمَّ مَضيتِ
ونهبْتِ أحـــــلامي ... فما أبقيــتِ ؟

دَثَّرتِنــــي كيْ لا أعوزَ حَبيبةً
وتَركــــــــتِ شاهدةً زَوايــــــا البَيــتِ

تلكَ المَنارَةُ ضَيَّعتْ أضواءَهــــا
والخيــلُ جَامِحةٌ ... فكيفَ أتَيْــتِ؟

واللَّيْـــلُ خَضَّبَ بالسَّـــواد سِنانَـــــه
والجُــــرْحُ يَنــزِفُ أينـمـــــــا آويـــــــــتِ

يا وَيلَتي أرهَقتُ صَرْحَكِ صاعِدا
حتّى أفـــوز بهَمسَـــةٍ ..... فأبيــــتِ

وأنا دُجـــــى الأيَّـــــامِ أين ثَـقِـفْـتِـنِــي
وأنـــا البَـدايَــــــــةُ ... كلَّـــما أنْهَيــتِ

فدَعِي صُروفَ الدَّهرِ لا تَأسَيْ لها
وتَذَكَّـــرِي كــم في الهَوى أشقيــــتِ

على أطراف الهاوية

مـا بـيـن أطــراف المَنـيَّـةِ عـاشـاواستكْـثـرَ الدّنـيـا عـلـيـه مـعـاشـا
قـد شـقَّ أكمـامَ القميـص معانـقـاطيـفـا يـمـرُّ علـيـه كــي يـتَـلاشـى
بــلْ طَــرَّز الـهـمُّ الجمـيـلُ دِثـــارَهورمـاه بالسَّهـمِ المُصيـبِ فطـاشـا
هـنَّ المشاعـرُ قــد حَلـلـنَ بغـابِـهوعلى ضِفاف الحبِّ متْنَ عطاشى
قـد ظـلّ حيّـا رغــمَ كــلِّ حجـارتـيوأطــالَ فــي تـلـك الحَـيـاةِ نِقـاشـا
فلـربَّـمـا مـــا لا يُمـيـتُـك ســيّــديبَـسَـطَ الـحَـيـاةَ أرائـكــا وفـراشــا

أغنية لليل

تطيل خطاها ثم تدنو وتهتفُ
وتمضي إلى تلك الكروم وتقطفُ

تعود إلى تلك السواقي وليتها

تؤوب إلى الليل القديم وترأفُ

ففي الليل ساحات وفي الليل قصة

وفي الدمع أطلال تحن وتأسفُ

إذا فاض صبري عن مداد جحيمها

ففي الأمس آلام تجيء وتغرفُ

وإني وإن طال الهبوب سواحلي

عصي على الأنواء لا أتقصّفُ

ففي الغصن من تلك الثمار يوانعٌ

يطير إليها حالـــــم ومـــرفرفُ

أخاف إذا لليل أجنحتي نمتْ

فماذا سيجدي بعد ذاك تأففُ

إذا شئت حبا يسلب المرء لبه

ففي القلب أنهار تميد ورفرفُ

وإني عدولٌ منصف ألف النوى

ولم أكُ يوما في الغرام أطففُ

أقيم مكاييل المحبة مخلصا

وطرفك قتال ... وقلبي مرهف

وجئت حثيثا بعض كل قصيدة

ألملم قلبا في عذابك يرجف

وأجدل شعرا في جبينك ريثما

أصالح صبحا في ظلامك ينزفُ

أعود إلى الذكرى أبيت بحضنها

لعل بها مما ألوذ يخففُ

وفي الليل ذكرى للحبيب وقبلةٌ

يؤول إليها العاشق المتعفف

أطفال الحولة عذرا

بأي يد سأصافح التاريخ يا حمصُ
وبأي سلامْ
أذهول الصفصاف سيكفيْ
أصراخ الجدات سيكفيْ
أدموع صامتة تجريْ

أطفال لم تعرف يوماً

معنى الثورة
أو ما قد تعني الحريةْ
لكن ماتت موقنة أن الحرية غالية جدا أغلى من دمها
أغلى من دمها

وزهورٌ تحتضن المنجلْ

باسمة كالورد المهملْ
ذابلة كعروق بلادي
فبأي جنونٍ لا أخجلْ

حتى لو بخشوع نبيٍ كيف صلاة بعد اليوم ستقبلْ ؟؟

كيف دموعٌ بعد اليوم ستقبلْ ؟
أي صيامٍ .. أي شهادةْ
ودماء الأطفال مراقةْ

عذرا إني أستحيي أن أكتب شعرا

وجبين الأطفال يمزقْ

فاقتل ما شئت استعباطا

قسما بالرب ستقتلْ
قسما بالله ستقتلْ
واترك أطفالا جاثية تحتضن الفجر ولن ترحلْ

رثاء مسبق لبشار

الموت يغزو بالجيوش المنطقةْ *** وأرى الرؤوس تطال حبل المشنقةْ

لن يتركوك على الحسام معلقا *** إلا وعينك بالممات معلقةْ

كم كنت تعشق في الحياة تمرغا *** فأتى الممات اليوم يفرض منطقهْ

لم تنطفئ فيك الحياة وإنما *** تلك الحياة لهول أمرك مُطرقةْ

مت غير مأسوف عليك فإنما *** يبكي لمثلك من أراد الزندقةْ


ما أنتن الروح التي قد أخرجت *** ويكاد منها الحتف يفقد رونقهْ

لو أبصر الجسد الممزق هامدا *** لنزلت رغم الموت حتى أخنقهْ

نظرة تظن بأنها زلفى

هنا وهناكْ

وبين تألفي وسناكْ

هجرت النجمة الأولى

ومهدت الزمان لذاكْ

نزعت قميص أوجاعي

فمتع ناظريك الآنْ

ليسكن كل إيمان زوايا ذلك المنفى

وتأوي نحوه الأصواتْ

وأفياء تطاردني

تحاول أن تنازعي

مقاما دائما لهواك

أمرُّ بجنب أيامي

أطرِّز للورى كفنا

ألونه بألونا تناسب كل من طلبوك مكترثا

وألبسهُ جميع الخلقْ

يموت الكل يا أنتِ وأبقى دائما أهواكْ

مناظرة الصمت

سألوّن التاريخ ألوان النهارْ **** وأدّمر الدنيا كما فعل التتارْ

صبرا بني الدّنيا فإني قادمٌ **** وعلى يديّ سينتهي ذلّ انتظارْ

سأمجّد الكلمات أصنع عالما **** لا صمت فيه و لا مذلّة انكسارْ

فلتمنحوني صوتكم كي تصبحوا **** قوما إذا نطقوا فقد كان القرارْ

قد همّشوكم يا بني أمّي فما **** معنى الحياة إذا أتت خلف الإطارْ

إني هنا قد جئت أحكمكم فما **** عرف الحقيقة غير من أحيى الدّمارْ

أهلا وسهلا بكم في المدونة


هنا تقدم لكم أشعار أحمد محمد السويــــــدي
وفـــاءً لكــلّ من كتــب الشّعر ووفــاءً لهـــــا

من هو أحمد محمد السويدي

____________________

_

نقــــش


شرف المحاولة لا يكفي سوى الفاشلين


تستطيع التصفيق بيد واحدة إذا حاولت

بعض الكلمات تحمل مدلولاتها العكسية أحيانا

الإيمان بالفشل هو النهاية

إذا كنت لا تعرف العوم فلا تلقي بنفسك في اليم

____________________

_

..................................