لكم حاولت يا أبتي

مللت من النمط المتكرر للقصيدة العربية الفصحى ( جاهلية- أموية أو عباسية وكلاهما سواء - حديثة ) فقلت لما لا أستهجن نوعا جديدا يكون خليطا من ثلاث قصائد عربية من كل عصر تشابهت في البحر (الوافر) واعتمدت على قافية القصيدة الوسط في الحداثة وهي رائعة المعري (أرى العنقاء) ورائعة معروف الرصافي (هي الأخلاق) ومعلقة عمرو بن كلثوم (ألا هبي بصحنك) ومنها المقطع (إذا بلغ الصبي لنا الفطاما) وأخرجت هذه القصيدة مجاراة لكل واحد بقصيدة واحدة تقول :


هي الأخلاق لا ترضـي العبـادا
فعاند مــا استطعت لهم عنــادا

وكم مرّت بقـافـلتــي سبـــــاعٌ
تخـرّ لها البـــواسـلُ إنـــقيــادا

لكـــم حاولت يــا أبتــي ولكــنْ
جواد الحــّظ يأبـــى أن يقـــادا

أيأبى أن يقادَ!! أليس يدري ؟
بأن أخضعـت قبـلاً من تمـادى

أنا الشمس التي مالــــت لهــمٍّ
أتـــدرك أنها صـــارت رمـــادا

ويذكر ابْن عمي الموت خوفـا
وأفــرح حيــن يذكــره ازديـادا

ألا يدري بأن المـــوت خيـــــرٌ
من الدنيــا إذا كانــت مُُـــــرادا

أرى البــدر المنـــير إذا تدلّــى
وأوشك أن ينير لنا البـــــــلادا

كثقب في جدار البيـت صبحـــا
فيمحو ظلمـــة البيت امتــــدادا

وأقصى ما أريـد بأن أكــــــون
كذاك البدر لا يرضـى الســوادا

فشعري دائـمــا سلسٌ مبيــــن
كهــــذا لن أعيـــد ولن يعــــادا

هيّا تعالي



ألا يــا حـلـــوتـــي هيّـــا تعالــي **** وعيشي حبّـنا بيــــن الأعالــي

وبثـّــــي همّـــك فــي كـلّ حيــن **** فكــلّ الهــمّ عــنــدي لا تبالــــي

وقـومــي نملأ الدّنيـــا حيـــــــاة
**** كمـا تحيي ميـــاه الغيث خالــي

فــتــمــــــلأه زهــورا ثـــمّ وردا
**** وأحلى الورد ورد في الجبــال

ودنــيــانـــا بــلا حــبٍ كقبـــــــر
**** وفيــــر الضيق وسعـاً للنـّبـــال

وحـــاشــا أن يكون حبيبتـــــــاه
**** حبيبـــك قلبه صعب الوصـــــال

فحبــك دائمــاً وســط الخفـــوق
**** مديـــم الحال صعب الإنتشــــال

وإنّ الـحـــبّ علّـمـنـي فنونــــــا
**** كزهـــد النفــس حــب للنضـــال

وعلمنــي بحـور الشّعـر يومــــاً
**** وأخــشـــى منـه تـعـلـيـم القتـال

فحبّــي ليــس محْـض تـأمـــلات
**** كــتــــاب للـجـمــال وللــكــمــال

أودّ بـأن تكـــــونـــي مثــل ورداً
**** لهـم شــوكٌ ولـي باقــي البتــال

دعـــوت الله دوماً في صلاتـــي
**** بــأن تبقــي لديّ علــى اتصــــال

سألــــت الله أيضـــا يا حيــاتــي
**** بــأن ننســى معانـــي الإنشغـال

وأن أبـقــى أقــول لــكِ تعـالـــي
**** فـهــيّــا ثـــمّ هـــيّا للــمعــالــــي

سقراط الحكم

العرب شعب ظالم مظلوم أتى لهم شخص يسمى سقراط وفي رواية أخرى قيل أنه قبل أن يعدم اخترع آلة الزمن ووقع في وسط العرب المهم وصل فتجمعوا عليه وقادوه إلى المحكمة ليكون قاض وقيل أنه تمنى أنه لم يخترع آلة الزمن وفي النهاية كنت أحد الحضور فسجلت ما قيل وسأنقله إليكم :

العرب - - سقراط

سقراط هلاّ قد أتيت لنا حكم
وحكمت عدلا ثم واريت القلمْ

وافقت لكن من تكونوا يا ترى
صمتوا ومن فرط الحياء ترى الندمْ

وتهامسوا وتلامزوا وتجادلوا
يا ويلنا يا ليتنا كنا عدمْ

دعنا نقول لم الخجلْ .... نحن العربْ
كنا قرونا نحكم الدنيا أممْ

كنا كصف واحد لا نفترقْ
كنا كجيش محمّد شدّوا الهممْ

كنتم إذا كسنابل مرفوعة
فأصابها ريح كعاد لا ترمْ

ريح تسمى في حكايانا فتنْ
كالشيخ اخطأ مرة ثم التزمْ

صرخوا بصوت واحد قف ها هنا
فالقلب يعصره من الماضي الألمْ

بل فاسمعوني إن أردتم عزكمْ
فالناي لولا العزف لم يجلب نغمْ

والآن طبعا ثم طبعا يا عربْ
متأخرون بقاؤكم مثل العدمْ

بل فجأة الكل صفّق لا خجل
أحسنت يا سقراط يا شيخ الحكمْ

وعدونا نجس تمادى في النجسْ
ستّون عاما في أراضينا حكمْ

ستّون عاما يا عربْ.... كيف العملْ
جرح له ستّون عاما ما التئمْ

وا أين كنتم يا عرب ماذا حصلْ
هل كان عملاقا وكنتم القزمْ


كنا عملاقة ولكن في الكبرْ
كنا نقيم لها ملايين القممْ

ونتاجها صفر لدينا بل أقلْ
والله أقسمنا سنرجع ما غنمْ

وعتادكم فيها وما أقوى العتدْ
أحذاء منتظر وحبر للقلمْ

سكت احكم والآن يصدر حكمه
والكلّ يسأل نفسه ماذا عزمْ

هل سوف يمنح عفوه وتسامحهْ
أم كان مثل السابقين لنا ظلمْ

صدق الحكمْ.... والكلّ ولّى وانصرفْ
ببقاء إسرائيل قد أفتى الحكمْ





أهلا وسهلا بكم في المدونة


هنا تقدم لكم أشعار أحمد محمد السويــــــدي
وفـــاءً لكــلّ من كتــب الشّعر ووفــاءً لهـــــا

من هو أحمد محمد السويدي

____________________

_

نقــــش


شرف المحاولة لا يكفي سوى الفاشلين


تستطيع التصفيق بيد واحدة إذا حاولت

بعض الكلمات تحمل مدلولاتها العكسية أحيانا

الإيمان بالفشل هو النهاية

إذا كنت لا تعرف العوم فلا تلقي بنفسك في اليم

____________________

_

..................................